هو الاسم الشائع لمنخفض صحراوي يقع غرب دلتا النيل على امتداد مديرية التحرير، والذي يبعد غرب مدخل مدينة السادات على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي بحوالي 10 كم، وعن الخطاطبة على نهر النيل (فرع رشيد) حوالي 50 كم، وينخفض عن مستوى سطح الهضبة المحيطة بنحو 50 متراً. ويتراوح طول هذا المنخفض بين 5 و55 و60 كم، بينما يبلغ متوسط عرضه 10 كم، وتصل أعمق نقطة به إلى 24 متراً تحت مستوى سطح البحر.
والمنخفض يعد أصغر منخفضات الصحراء الغربية المصرية مساحة، إذ تبلغ مساحته نحو 500 كم2. لذلك فالصحيح أنه منخفض وليس وادي، فالمنطقة عبارة عن منخفض مغلق له بداية ونهاية، وليس له منبع أو مصب أو روافد، لذلك فإن إطلاق كلمة وادي على المنخفض غير صحيحة طبوغرافياً.
يقع المنخفض على محور شمالي غربي - جنوبي شرقي، ويتوسط تقريباً طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، حيث يبعد عن طرفه الشمالي الغربي عن الإسكندرية حوالي 85 كم، بينما تبلغ المسافة من طرفه الجنوبي الشرقي إلى القاهرة حوالي 80 كم.
وينتظم في قاع منخفض النطرون على مدى 35 كم عدداً من البحيرات يتراوح بين 16 و20 بحيرة، منها 12 بحيرة كبيرة وواضحة بما فيه الكفاية، وعمقها لا يزيد عن 2 متر، ومجموع مساحاتها معاً يناهز 10 كيلومترات مربعة، وتميل معظم مياه هذه البحيرات إلى الحمرة الخفيفة بسبب تشبعها بملح النطرون مدينة وادي النطرون عاصمة مركز وادي النطرون.
ويضم ثلاث وحدات قروية تضم 4 قرى رئيسية ووحدة اعتبارية، بجانب 37 كفر ونجع وعزبة كتوابع. والوحدات المحلية
القروية هي:
الجعار. الحمراء. بني سلامة. كفر داود.
تتميز منطقة وادي النطرون بشكلٍ عام بوفرة المقومات السياحية الطبيعية والتاريخية، وفالمقومات الطبيعية متمثلة في البحيرات المالحة التي تتخللها عيون معدنية كبريتية وشواطئ رملية من الشرق والغرب يمكن زراعتها، مثل «نبع الحمراء» التي تندرج ضمن السياحة العلاجية. كذلك هناك بحيرات أخرى كبحيرة الجعار وملاحة الرايزونية وملاحات أخرى يُستخرج منها الملح بوفرة.
أما الجانب السياحي التاريخي فيحمل طابعاً دينياً، ويتمثل ذلك في الأديرة المسيحية القبطية الأرثوذكسية الأربعة العامرة بها؛ وهم: دير الأنبا مقار ودير الأنبا بيشوي ودير البراموس ودير السريان، ويمكن الوصول إليهم بسهولة وزيارتهم في أي وقت؛ ما عدا دير الأنبا مقار الذي يحتاج إلى تصريح خاص لزيارته.
وحسب الإحصاء الرسمي لمناطق الجذب السياحي بمحافظة البحيرة عام 1995، كان نصيب وادي النطرون 10,000 سائح فقط.
بحيرة نبع الحمراء:
تُعرف أيضاً باسم بحيرة أيوب، وتقع وسط صحراء منخفض وادي النطرون، وتبلغ مساحتها حوالي 300 فدان. وبحيرة نبع الحمراء شديدة الملوحة، ورغم ذلك ينبع من وسطها عين شديد العذوبة ذات قدرة على شفاء بعض الأمراض الجلدية، مما عدها بعض المسئولين ضمن خطة السياحة العلاجية بمحافظة البحيرة، وكان من مقرراً للحكومة استثمار الأراضي الواقعة حول البحيرة لإقامة منشآت سياحية وترفيهية تخدم السياحة العلاجية.
دير الأنبا مقار:
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون، وقد بدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي على الأرجح. تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2، ويحتوي الدير على سبع كنائس، ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير. هناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان. ويشترط زيارته الإتيان بتصريح مسبق في غير أيام الصوم القبطي الأرثوذكسي.
دير الأنبا بيشوي:
هو أكبر الأديرة العامرة الأربعة، ويُنسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي الذي كان تلميذاً للأنبا مقار الكبير، وقام بإنشائه بقيادته لمجموعة من الرهبان أواخر القرن الرابع الميلادي. وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمسة كنائس، أكبرها «كنيسة الأنبا بيشوي»؛ وهو أكبر كنائس وادي النطرون، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان.
دير العذراء - السريان: هو أصغر الأديرة بمنطقة وادي النطرون على الإطلاق؛ إذ تبلغ مساحته الأثرية حوالي فداناً واحداً و13 قيراطاً. ويقع ما بين دير الأنبا مقار ودير البراموس، وقد أسس على يد رهبان سوريون في القرن السادس الميلادي. ويحتوي الدير على أربع كنائس وحصن وقصراً للضيافة بجانب قلالي الرهبان والمائدة كباقي الأديرة بالمنطقة. ويشتهر الدير بوجود القلاية الأصلية التي كان يعتكف بها الأنبا بيشوي.
دير العذراء - البراموس: يُنسب هذا الدير إلى السيدة العذراء مريم ومكسيموس ودوماديوس الرومانيين؛ فمعنى كلمة البراموس «الذي للروم». وقد أُسس في القرن السادس الميلادي. ويقع الدير على مساحة 880 فدان في أقصى شمال وادى النطرون ويبعد عن استراحة «الرست هاوس» على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي حوالى 12 كم. ويضم الدير خمسة كنائس أثرية ومكتبة تحتوي على مئات المخطوطات بلغاتٍ شتّى، بجانب الحصن وقصر الضيافة ومخبز وبعض المخازن..